في ظل التطور السريع الذي نشهده اليوم، فرضت سياسة التغيير على الناس لمحاكاة هذا التطور في جميع مجالات الحياة واخص بالذكر المجال الاقتصادي.
حيث نلاحظ اول بوادر التغيير بالاتجاه العالمي نحو الشراكات والتكتلات الاقتصادية الكبيرة للبقاء في ظل منافسة شرسة على مستوى الافراد والشركات والدول و ذلك لمواجهة التنافس الاقتصادي وضمان الاستمرارية في السوق، كما نجد ان الصراع السياسي في كثير من الاحيان هو ذو اذيال اقتصادية , فمنظر الاقتصاد الامريكي الاول يقول ان امريكا تحارب من اجل اقتصادها ومن هنا , ندرك بان الاقتصاد هو عصب الحياة !
هذا العصب له دعائم وركائز كثيرة اهمها رأس الهرم او المدير سأستهل حديثي بتعريف علم الادارة : الادارة هي علم يهدف الى التخطيط والتنفيذ والتنسيق والتوجيه والرقابة للموارد المادية والبشرية للوصول الى افضل النتائج ,بأقصر الطرق و أقل التكاليف , وهي من أهم الانشطة الانسانية في أي مجتمع .
منه نستنتج ان الادارة تهتم برأس المال والحفاظ عليه والعنصر البشري وتأهيله وتوجيه من خلال التخطيط والوصول الى افضل النتائج باقل التكاليف من المال والعنصر البشري وهذا هو محور الادارة والعملية الادارية.
وعندما قررت ان اكتب هذه المقالة كانت افكاري دائما” تتجه نحو القيادة , لان القيادة اساس نجاح اي مدير فكل قائد مدير , ولكن ليس بالضرورة ان يكون كل مدير قائد و خاصة في دول العالم الثالث التي غالبا” ما يصل المدير الى منصبه اما بسبب الواسطة او الاقدمية او غيرها من الطرق التي لا تخدم المؤسسة التي تعمل بها بقدر ما تخدم شخص المدير .
ولكن ما هي صفات هذا المدير الذي يجب ان يكون ناجحا “وكيف به ان يقود دفة السفينة الى بر الامان ؟
التفكير الاستراتيجي: بداية سنتطرق الى فروع الادارة واختصاصاتها فهناك الادارة العامة وادارة الموارد البشرية , وادارة المخازن والتسويق , وغيرها ولذا نجد ان طريقة تفكير المدير تختلف باختلاف اختصاص الادارة , وايضا نجد أن المدير العام يتابع عمل الادارات المختلفة في حين ان مدير الموارد البشرية يهتم بالعنصر البشري وتوفيره وتأهيله باقل كلفة , بينما مدير المخازن يهتم بالإنتاج و وعملية تخزينه وتوصيله الى الاسواق والجغرافيا بأسرع وقت واقل كلفة , بينما مدير نظم المعلومات و يهتم بعملية التواصل بين الادارة المختلفة , وايجاد شبكة رائعة , تمكن الادارات من الحصول على المعلومة عن السوق والمنافس والمؤثرات الخارجية على الانتاج والسلع بسرعة كبيرة .
وهكذا نجد ان التفكير الاستراتيجي يختلف من مدير الى آخر بحسب تخصصه ولكن ما يجمع الجميع و هو الوصول الى الربح وتخفيض الانفاق, كما يتوجب على المدير الناجح ان يبني علاقات ناجحة مع زملائه في العمل والموظفين والادارة العليا في الشركة او المؤسسة، و ان يتمتع بشبكة علاقات واسعة وايجابية مع الجميع.
وتختلف الرؤيا العامة للربح باختلاف طبيعة المؤسسة فبينما نجد ان الشركات الخاصة تهدف الى الربح المالي تتجه الشركات الحكومية الى تحقيق الربح الاجتماعي المتمثل برضى الشعوب بينما الجمعيات الخيرية فربحها يكون بالحصول على قدر اكبر من التبرعات والاعمال الخيرية اما الاحزاب السياسية فربحها بزيادة اعضائها الفاعلين وقواعدها الشعبة.
ومن خلال ذلك نجد ان التنافس قطعا” لا يكون بين الجميع , بل يكون بين الشركات التي تقدم نفس المنتج او الخدمة فليس من المعقول ان تتنافس جمعية خيرية مع مؤسسة تنتج الغسالات او الثلاجات فهذا تنافس مستحيل , ولكن من الوهم ان يلغي وجود المنافس ذلك سيكون بداية نهايته، فالمنافس دائما موجود حتى ولو كانت هذه الشركة سيادية مدعومة بقرار سيادي وان يعرف حاجات السوق و وتغيرات العالم باستمرار ليكون قادر على تعديل الخطط وفق هذه التغيرات , وعليه كشف السوق المنافس وتحركاته و وان يعرف مدى قوة المنافس وان يلم بكل ما هو جديد و ومتغير في مجال صناعته و يمتلك شبكة الاعلام, يشارك في كل الانشطة والمؤتمرات المتعلقة بصناعته .
الى الآن نحن نتكلم عن المدير الذي يشغل منصبه، ولكن ماذا لو رغبت ان تكون مديرا؟؟ او صاحب شركة ولديك المال، الكثير من المال هل يمكن ان تصبح مديرا؟
الخبر الجيد ان بإمكان اي شخص اذا لم يحمل صفات المدير ان يكتسبها ويتعلمها شيئا فشيئا، فرحلة الالف ميل تبدأ بخطوة واذا لم تكن من اصحاب الاموال فلا تخاطب نفسك بعدم قدرتك فالأثرياء والمشاهير في العالم جلهم كانوا من عائلات فقيرة.
– هوارد شولتز: عاش في بيت فقير جدا ثم أسس شركة ستار باكس للقهوة.
– اوبرا وينفري: اشهر مذيعة تلفزيونية في امريكا ولدت في بيت فقير جدا” ومن ثم اصبحت اشهر اعلامية في العالم.
لا تتردد في البدء بتطبيق فكرتك اذا رأيت انها تستحق الاهتمام وتؤسس شركتك الخاصة فرالف لورين عمل في مجال المبيعات , كان يعمل في احدى الشركات عندما قرر ان يؤسس شركته الخاصة , في انتاج ربطات العنق , ولكن مديره اخبره ان العالم في وقتها ليس متحضرا” تماما” لكي تنجح فكرته , ولكنه اصر على تطبيق فكرته و اثبت صحة رؤيته اليوم.
من السهل ان تكون ناجحا” و وان تكون صاحب شركة كبيرة وتكون انت مديرها العظيم و ولكن ذلك يحتاج الى المثابرة وعدم اليأس, عندها سيفتح لك الكون اسراره وسيعمل لخدمة مشروعك الخاص.
سأروي لك قصة نجاح توم موناغان مؤسس سلسلة دومينوز بيتزا مات ابوه وهو صغير وامه لم تكن قادره الانفاق عليه فتربى في ملجأ للأيتام وقرر ان يدرس الجامعة ولكن انسحب رغم تفوقه لعدم مقدرته على النفقات الجامعية، بعدها تدرج في عدة وظائف منها موزع ومشرف على توزيع الصحف وايضا انضم للقوات البحرية , وبعدها عرض عليه محل بيتزا معروض للبيع فتحمس توماس للفكرة و ولكنه كان مضطربا” ان يدخل في المشروع لوحده فقرر مشاركة اخوه في نهاية الستينيات حضر توم دوره عن الامتياز و ووجد ان اكثر من حضر هذه الدورة هم الاثرياء و فبدا الالهام يدخل الى فكره ,وعرف ان الامتياز هو السبيل الى بلوغ القمة وعمل على ذلك .
فكر ما الذي يميزه وعرف انها خدمة التوصيل هي التي تميز عمله فقرر العمل على تحسينها و وجعلها علامة فارقة، وبالرغم من تعرض اعماله للانتكاسات ولكنه لم يرغب في اعلان افلاسه بل استمر وكافح واجتهد حتى عاد لقوته و وبلغ عدد فروعه 300 فرع واصبحت مبيعاته صاروخية ,وتعلم من الماضي ان لا يعطي امتياز الا لمن يعمل لديه مديرا” لعام وينجح بعمله و حتى لا يكرر خطأ الماضي .
وانشا شركة تمويل لهذه الشروط المتعلقة بالامتياز, فوفر اجور المحامين و والعقود والمعاملات و ومن ثم عام 1980م فتح اول فرع خارج الولايات المتحدة وكان في كندا و ثم عمل نظام تحفيز للموظفين و والزبائن فالبيتزا تصل الى الزبون خلال 30 دقيقة وفي حال التأخير تكون مجانية ,وهكذا نجح توم نجاحا عظيما .
|